الخوف من التصاق صورة الممثل الذي يجسد الرسول بذهن المشاهد !!
كما هو متوقّع تماما، ثارت الدنيا ولم تقعد مع نشر خبر انتهاء تصوير أول عمل سينمائي إيراني، يظهر به الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، تحت عنوان "بالصور.. انتهاء تصوير أول فيلم يُجسّد شخصية الرسول".
لكن ثمة تساؤلات عديدة تطرح نفسها حقا بعد موجات الرفض والاستنكار الشديد الذي أعلنه المسلمون المعترضون على تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في عمل فني؛ خاصة أن هذا العمل صار أمرا واقعا.
لو عاد الزمن بنا إلى الخلف قبل عرض مسلسل "يوسف الصديق"، وسألنا كل هؤلاء الملايين الذين تابعوه في الأمة العربية والإسلامية: ما رأيكم في تجسيد نبي الله يوسف عليه السلام في مسلسل درامي؟ وهل ستتابعونه عند عرضه؟ تُرى هل كانوا سيُعلنون وقتها أنهم سيتابعونه بكل هذا الشغف؟ تُرى هل كانوا سيتقبّلون الفكرة قبل عرضه بنفس الطريقة التي تقبّلوها به بعدما أصبح أمرا واقعا يعرض على الشاشات؟ والسؤال الأهم: لماذا شاهدوه بعد كل هذه الفتاوى العديدة من علماء الدين بالأزهر الشريف والسعودية بتحريم مشاهدته؟!
الأسئلة نفسها ستنطبق أيضا على مسلسل "الحسن والحسين" الذي حقّق نسبة مشاهدة عالية في شهر رمضان الماضي، ولا أحد يدري لماذا شاهده الملايين رغم العديد من الفتاوى بحرمة تجسيد العشرة المبشرين بالجنة وآل البيت في أي عمل فني.
وبالمثل أتساءل من الآن: تُرى هل سيمتنع كل هؤلاء المعترضين على تجسيد شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عمل فني عن مشاهدته وقت عرضه رغم رفضهم التام لمبدأ التجسيد؟
ألن يشاهده عدد كبير منهم ولو من باب الفضول والرغبة في نقد العمل وكشف أخطائه؟
ألا يمكن أن يتكرّر معه نفس ما حدث مع مسلسلي "يوسف الصديق" و"الحسن والحسين"؟
وما ردّ هؤلاء المعارضين لفكرة تجسيد الرسول عليه الصلاة والسلام، على الرأي المنادي بضرورة إنتاج عمل فني من منظور أهل السنة والجماعة، يتجسّد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ للرد على أي عمل إيراني قد يحوي معلومات مغلوطة؛ خاصة أن فكرة التجسيد لاقت إقبالا شديدا من المشاهد العربي الذي اعتاد رؤية سيدنا عيسى وموسى على الشاشة، ولم يعد يكتفي بالاستماع إلى راوي يتحدّث بلسان الرسول، أو هالة نور تتكلّم على الشاشة مثلما كان يحدث في أفلامنا المصرية؟
وماذا عن المشاهد الغربي سواء المؤمن بدين الإسلام أو غير المسلم، والذي لا توجد لديه نفس المحاذير والحاجز النفسي الذي يرفض تجسيد الرسول؟
وكم مواطنا غربيا سيتأثّر بعمل فني عن حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إذا ما تم تجسيده وإنتاجه بصورة صحيحة بعد أن يراجع كبار علماء المسلمين كل ما يرد به من معلومات وتفاصيل؟
وإذا كان الأزهر الشريف رافضا لفكرة تجسيد الأنبياء؛ فكيف صمت أمام تحدّي بعض الفضائيات المصرية التي عرضت مسلسلي "يوسف الصديق" و"الحسن والحسين"؟
وإذا كان الأزهر الشريف رافضا لفكرة تجسيد الصحابة؛ فكيف سمح بعرض فيلم "الرسالة" الذي يجسّد فيه الفنان الراحل عبد الله غيث شخصية أسد الله حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، بعد منع عرضه لأكثر من عشرين عاما؟ وعلى أي أساس منع عرض الفيلم ما دام سمح بعرضه بعد كل هذه السنوات؟
وإذا كان البعض يجزم بحرمانية التجسيد خوفا من التصاق صورة الفنان الذي يجسّد شخصية النبي بذهن المشاهد، فما ردّه على من يبدد له تلك المخاوف، مؤكّدا أنها يمكن التغلب عليها إذا ما أنتجنا أكثر من عمل فني عن شخصية النبي؛ بحيث تتعدد وجوه الفنانين المجسدين لهذه الشخصية، ولا تلتصق صورة بعينها بذهن المشاهد؟
وإذا كان البعض يجزم بحرمانية التجسيد خوفا من أن يقوم الفنان الذي يجسّد شخصية النبي بالاشتراك في عمل فني آخر يقوم فيه بمشهد ساخن مما يحط من قدسية النبي الذي يتم تجسيده، فما ردّه على من يخبره بأن الغرب يشترط على الفنان الذي يجسّد شخصية المسيح عليه السلام، أن يوقّع إقرارا باعتزال التمثيل بعد هذا العمل، مع الاشتراط أن يكون هذا الفنان وجها جديدا حتى لا تكون له أي سابقة فنية قد تحوي مشهدا ساخنا لا يصح لمؤدّيه أن يجسّد شخصية لها من الحظوة والقداسة ما يحول دون ذلك؟
وما دام لا يوجد نص ديني واضح وصريح يمنع تجسيد الأنبياء والرسل والصحابة وآل البيت الكرام؛ فهل يجوز هنا أن تختلف الرؤى والاجتهادات بحيث يرى فريق من العلماء بجواز التجسيد لأسباب ومبررات معينة، في حين يرفض فريق آخر المبدأ من أساسه بناءً على حجج يراها منطقية، ليظل الأمر مجرد اجتهاد وارد اختلاف الآراء حوله مع حق كل فريق في الاجتهاد واحتساب هذا الاجتهاد عند الله؟
وغيرها من الأسئلة التي نضعها بين أيديكم، ونوجّهها لعقولكم حتى تفكّروا فيها قبل الإجابة عليها، ذلك بعدما أصبح وجود عمل فني يظهر فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمرا واقعا لن تنفيه صرخات الشجب والاستنكار، في الوقت الذي تنتشر فيه الأعمال الفنية التي تجسّد الأنبياء والصحابة وآل البيت يوما بعد يوما، ويزداد الحديث عنها من بيت لبيت رغم موجات الرفض والاعتراض.المصدر
لكن ثمة تساؤلات عديدة تطرح نفسها حقا بعد موجات الرفض والاستنكار الشديد الذي أعلنه المسلمون المعترضون على تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في عمل فني؛ خاصة أن هذا العمل صار أمرا واقعا.
لو عاد الزمن بنا إلى الخلف قبل عرض مسلسل "يوسف الصديق"، وسألنا كل هؤلاء الملايين الذين تابعوه في الأمة العربية والإسلامية: ما رأيكم في تجسيد نبي الله يوسف عليه السلام في مسلسل درامي؟ وهل ستتابعونه عند عرضه؟ تُرى هل كانوا سيُعلنون وقتها أنهم سيتابعونه بكل هذا الشغف؟ تُرى هل كانوا سيتقبّلون الفكرة قبل عرضه بنفس الطريقة التي تقبّلوها به بعدما أصبح أمرا واقعا يعرض على الشاشات؟ والسؤال الأهم: لماذا شاهدوه بعد كل هذه الفتاوى العديدة من علماء الدين بالأزهر الشريف والسعودية بتحريم مشاهدته؟!
الأسئلة نفسها ستنطبق أيضا على مسلسل "الحسن والحسين" الذي حقّق نسبة مشاهدة عالية في شهر رمضان الماضي، ولا أحد يدري لماذا شاهده الملايين رغم العديد من الفتاوى بحرمة تجسيد العشرة المبشرين بالجنة وآل البيت في أي عمل فني.
وبالمثل أتساءل من الآن: تُرى هل سيمتنع كل هؤلاء المعترضين على تجسيد شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عمل فني عن مشاهدته وقت عرضه رغم رفضهم التام لمبدأ التجسيد؟
ألن يشاهده عدد كبير منهم ولو من باب الفضول والرغبة في نقد العمل وكشف أخطائه؟
ألا يمكن أن يتكرّر معه نفس ما حدث مع مسلسلي "يوسف الصديق" و"الحسن والحسين"؟
وما ردّ هؤلاء المعارضين لفكرة تجسيد الرسول عليه الصلاة والسلام، على الرأي المنادي بضرورة إنتاج عمل فني من منظور أهل السنة والجماعة، يتجسّد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ للرد على أي عمل إيراني قد يحوي معلومات مغلوطة؛ خاصة أن فكرة التجسيد لاقت إقبالا شديدا من المشاهد العربي الذي اعتاد رؤية سيدنا عيسى وموسى على الشاشة، ولم يعد يكتفي بالاستماع إلى راوي يتحدّث بلسان الرسول، أو هالة نور تتكلّم على الشاشة مثلما كان يحدث في أفلامنا المصرية؟
وماذا عن المشاهد الغربي سواء المؤمن بدين الإسلام أو غير المسلم، والذي لا توجد لديه نفس المحاذير والحاجز النفسي الذي يرفض تجسيد الرسول؟
وكم مواطنا غربيا سيتأثّر بعمل فني عن حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إذا ما تم تجسيده وإنتاجه بصورة صحيحة بعد أن يراجع كبار علماء المسلمين كل ما يرد به من معلومات وتفاصيل؟
وإذا كان الأزهر الشريف رافضا لفكرة تجسيد الأنبياء؛ فكيف صمت أمام تحدّي بعض الفضائيات المصرية التي عرضت مسلسلي "يوسف الصديق" و"الحسن والحسين"؟
وإذا كان الأزهر الشريف رافضا لفكرة تجسيد الصحابة؛ فكيف سمح بعرض فيلم "الرسالة" الذي يجسّد فيه الفنان الراحل عبد الله غيث شخصية أسد الله حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، بعد منع عرضه لأكثر من عشرين عاما؟ وعلى أي أساس منع عرض الفيلم ما دام سمح بعرضه بعد كل هذه السنوات؟
وإذا كان البعض يجزم بحرمانية التجسيد خوفا من التصاق صورة الفنان الذي يجسّد شخصية النبي بذهن المشاهد، فما ردّه على من يبدد له تلك المخاوف، مؤكّدا أنها يمكن التغلب عليها إذا ما أنتجنا أكثر من عمل فني عن شخصية النبي؛ بحيث تتعدد وجوه الفنانين المجسدين لهذه الشخصية، ولا تلتصق صورة بعينها بذهن المشاهد؟
وإذا كان البعض يجزم بحرمانية التجسيد خوفا من أن يقوم الفنان الذي يجسّد شخصية النبي بالاشتراك في عمل فني آخر يقوم فيه بمشهد ساخن مما يحط من قدسية النبي الذي يتم تجسيده، فما ردّه على من يخبره بأن الغرب يشترط على الفنان الذي يجسّد شخصية المسيح عليه السلام، أن يوقّع إقرارا باعتزال التمثيل بعد هذا العمل، مع الاشتراط أن يكون هذا الفنان وجها جديدا حتى لا تكون له أي سابقة فنية قد تحوي مشهدا ساخنا لا يصح لمؤدّيه أن يجسّد شخصية لها من الحظوة والقداسة ما يحول دون ذلك؟
وما دام لا يوجد نص ديني واضح وصريح يمنع تجسيد الأنبياء والرسل والصحابة وآل البيت الكرام؛ فهل يجوز هنا أن تختلف الرؤى والاجتهادات بحيث يرى فريق من العلماء بجواز التجسيد لأسباب ومبررات معينة، في حين يرفض فريق آخر المبدأ من أساسه بناءً على حجج يراها منطقية، ليظل الأمر مجرد اجتهاد وارد اختلاف الآراء حوله مع حق كل فريق في الاجتهاد واحتساب هذا الاجتهاد عند الله؟
وغيرها من الأسئلة التي نضعها بين أيديكم، ونوجّهها لعقولكم حتى تفكّروا فيها قبل الإجابة عليها، ذلك بعدما أصبح وجود عمل فني يظهر فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمرا واقعا لن تنفيه صرخات الشجب والاستنكار، في الوقت الذي تنتشر فيه الأعمال الفنية التي تجسّد الأنبياء والصحابة وآل البيت يوما بعد يوما، ويزداد الحديث عنها من بيت لبيت رغم موجات الرفض والاعتراض.المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق