السبت، 19 مايو 2012

الدعاء بالرحمه..ولدت في باريس من أب جزائري وأم لبنانية وماتت في القاهرة التي لمعت فيها وردة

الدعاء بالرحمه..ولدت في باريس من أب جزائري وأم لبنانية وماتت في القاهرة التي لمعت فيها وردة


تقدم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة واركان حكومته أمس المشيعين لجنازة الفنانة الراحلة وردة.
 وكان بوتفليقة ارسل طائرة خاصة الى مصر لنقل جثمان وردة التي وافتها المنية عن (73 عاماً) مساء الخميس في منزلها الكائن في حي المنيل المطل على كورنيش النيل.


 المصريون ودعوا وردة عقب صلاة الجمعة في جنازة شهدت حضور عدد كبير من الفنانين المصريين منهم: هاني شاكر وإيمان البحر درويش ومحمد سلطان وصلاح الشرنوبي ومحمود ياسين وأشرف زكي ولبلبة وميرفت أمين ونبيلة عبيد وفيفي عبده، وأبناء الجالية الجزائرية في القاهرة.


 وألغيت مسيرة كان من المقرر أن يقوم بها الفنانون حتى منزل الراحلة بسبب اشتباك عدد من مصوري الفضائيات والصحف مع بعضهم البعض أثناء خروج الجثمان من المسجد، ما اضطر الفنانين ومعهم عدد كبير من الجالية الجزائرية أن يسرعوا نحو سياراتهم في اتجاه طريقهم إلى مطار القاهرة لتوديع الراحلة.


 وكانت أسرة الفنانة الراحلة قررت أن تقيم جنازتين كما أكد نجلها رياض، الأولى في مصر بعد أن أيقنوا صعوبة مغادرة الجثمان دون أن يقام له جنازة وسط جمهور أحب وردة وعاشت معه معظم أيام حياتها، والثانية في الجزائر. 


 خبر الوفاة كان مفاجأة للكثيرين، خاصة أن الأخبار التي انتشرت عنها أخيراً انحصرت في الأخبار الفنية ولم تتطرق لحالتها الصحية ولم يتردد أنها تشكو من أمراض خطيرة، وهو ما أكدته تصريحات مديرة أعمالها نجاة، وتصريحات المطربة الراحلة أيضا، فقد كانت تؤكد لمن حولها أنها في الطريق لتقديم أغان جديدة وعدد من الدويتوهات الفنية مع الشباب بعد النجاح الذي حققه الدويتو الذي قدمته مع الفنان السعودي عبادي الجوهر، وأنها تحضر لتصوير فيديو كليب جديد في لبنان خلال الأسبوعين المقبلين ولكن القدر لم يمهلها.
 وقد نعى وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب الجمهورين المصري والجزائري لفقد الفنانة وردة.


 وأكد نقيب الموسيقيين المصريين إيمان البحر درويش أنه يدرس حاليا كيفية تكريم روح الفنانة وردة الجزائرية وتخليد ذكراها للأجيال القادمة من الجمهور والفنانين باعتبارها نموذجاً للفنانة القديرة، موضحاً أنه يفكر في الاجتماع بكل النقباء للتوصل لشكل لتكريمها بما يليق بتاريخها الفني.


 وما بين باريس حيث ولدت من أب جزائري من عائلة فتوكي، وام لبنانية بيروتية من عائلة يموت، والقاهرة حيث عملت ولمعت وتزوجت من بليغ حمدي، وفي الجزائر حيث سجيت في جامع العالية قبل دفنها امس كان والدها احد المساهمين في الثورة الجزائرية.
 وردة حين كانت تغني بالفرنسية في باريس، كانت تطمح بالذهاب الى مصر، كي تساهم في النهضة الفنية التي عرفتها القاهرة بعد الحرب الثانية، واثر تسلم الثورة وقادتها للحكم في البلاد، وهي دخلت على الخط، خصوصاً مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث حصل ما لم يكن متوقعاً، والتقت وردة في سورية المشير عبد الحكيم عامر، وتقول الانباء ان عبد الناصر تصور ان هناك علاقة بين الطرفين، لذا ارسل عيوناً، لمراقبة ومتابعة هذا الموضوع، ويبدو ان المعلومات التي وصلته كانت خاطئة وتتحدث عن علاقة تقيم منع هذه المطربة من دخول مصر، وهي امضت فترة على لائحة غير المرغوب بهم في مصر.


 لاحقاً تبدلت المعادلات، واذا بالرئيس المصري يرحب بعودتها الى القاهرة، وطلب من الموسيقار محمد عبد الوهاب، ان يحسب حسابها ضمن المطربين المصريين والعرب الذين طلب إليهم المشاركة في نشيد: «وطني الاكبر»، وهكذا كان.


 عرفت حياة وردة بتقلبات عدة، وكانت على الدوام تتجاوزها بذكاء وطيبة قلب ونية حسنة، وكان لزواجها من الموسيقار بليغ حمدي اكبر الاثر في استغلال كامل مواهبها الغنائية، فبعدما اكتشفها سيد مكاوي واعطاها: «اوقاتي بتحلو» التي كانت مقررة للسيدة ام كلثوم، لكن فجأة عندما سمعها مكاوي من وردة غيَّر رأيه، وخصوصاً ان الست طلبت منه تأجيل المشروع لفترة.


 زواجها من بليغ حمدي في محله مثلما هو تعاونها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي، وحلمي بكر وغيرهم، امثال عمار الشريعي، ولاحقاً صلاح الشرنوبي ثم وليد سعد، لم تخف يوماً من الاسماء الجديدة في الوسط الفني، وعرفت بجرأتها في هذا المجال بما يتيح المجال دائماً لتقديم المختلف اذا ما توافرت الموهبة الجيدة.


 وتكاد لا تنسى آخر مشروع كان سيجمعها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب واغنية: «من غير ليه»، لكنها وبعدما التزمت بكل طلباته وشروطه وتوجيهاته في ما يتعلق بنومها وغذائها والجهد الرياضي الذي تقوم به، لم يعطها الموافقة على التسجيل، ولم يعرف السبب الى الآن، وهي نفسها قالت: لن أقول شيئاً، انه فنان كبير واكبر من أن أقول شيئاً عنه او بحقه، ورحلت والسر معها.


 وشاركت في فيلم مع رشدي اباظة بعنوان «أميرة العرب» وفيلم ثان مع حسن يوسف «حكايتي مع الزمان» وفيلم «ليه يا دنيا» مع محمود ياسين وصلاح السعدني وفيلم «اه ياليل يا زمان» وفيلم «صوت الحب» وغيرها من الافلام التي التقت بها مع نجوم السينما المصرية في حينه.


 ويحفل رصيد وردة الجزائرية بعدد كبير من الاغاني الذائعة الصيت في العالم العربي.
 ومن أبرز أغاني وردة (بلاش تفارق) و(في يوم وليلة) و(أكدب عليك) و(اسمعوني) و(روحي وروحك حبايب) و(شعوري ناحيتك) و(بتونس بيك) و(لولا الملامة) و(العيون السود).«ما زال واقفين» هو آخر ما غنته لبلدها الجزائر في عيد استقلالها الخمسين، لكنها قبل ذلك سجلت البوماً غنائياً فيه ست اغنيات لـ«روتانا» لم تكن موفقة بصوتها فيه، فالصوت لسيدة على ابواب الثمانين ليس قادراً على تقديم فنانة كبيرة كانت تملأ الخشبات والشاشات والاحتفاليات بأغنيات فيها فرح وتفاؤل وتواصل مع اوسع شريحة جماهيرية.
 وفي لبنان تحركت محطات تلفزيونية عدة امس للتحدث مع اناس من عائلة والدتها: يموت، فذهبوا الى منطقة الظريف في بيروت حيث يوجد تجمع لعائلات عدة من آل يموت، راحوا يتذكرون الأم، ولمن تنتسب ويترحمون على وردة... وعلى كل ما قدمته في حياتها من روائع غنائية وما زرعته من ارث فني وشخصي. وخصوصاً انها الوحيدة التي غنت للبنان خلال محنته الصعبة الماضية «لبنان الحب».. كانت وفية كما هي دائماً، وهي التي غنت قبل اشهر في اسواق بيروت، وكانت لبت دعوة بعلبك قبل سنوات قليلة وشاركت في ليلة مهرجانية غنى فيها الجمهور واستمعت هي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق